.jpg)
-إقليم برشيد نموذجا –
قد يتساءل القارئ الكريم كيف أصوغ عنوانا لهذه المقالة في شكل تساؤل ، وهو تساؤل منطقي بعد أن يبدو له أنه جاء في سياق خاص ، فيدرك أنه جواب وليس سؤالا ، سؤال بمثابة جواب ، كيف ذلك ؟ وإذا كان جوابا فأين سؤاله ؟ كلها تساؤلات مشروعة ستتضح للقارئ الكريم بعد الاطلاع على مضمون هذه المقالة .
كلنا يعلم أن قوة التعبير عن الفكرة في اللغة العربية رهينة بنوعية الأساليب اللغوية الموظفة لذلك ، فأن تجيب عن سؤال بسؤال ، فذلك يدل على أن السؤال المطروح أكبر وأعمق من أن يتم الجواب عنه برد بسيط بديهي ، وإنما هو في حاجة إلى تحليل أعمق وهو ما يدعو إلى طرح سؤال مقابل له من أجل تعميق البحث أكثر للوصول إلى جواب كاف شاف .
قبل مناقشة الفكرة الأساسية لهذه المقالة وهي الوضع الراهن الذي يعيشه التنظيم النقابي ببعض الأقاليم ، ينبغي ذكر السياق الذي صيغ به عنوانها ، ودفعنا إلى كتابتها .
خلال اللقاءات المفتوحة التي نظمت في إطار التنسيق النقابي )إحدى الندوات الصحفية( والتي حضرها الأخ الكاتب العام محمد نوبير الأموي لتمثيل للكونفدرالية الديمقراطية للشغل ، الذي حاولت التحدث إليه في نهاية الندوة ، حول موضوع آني آنذاك ، يهم فئة من الشغيلة التعليمية ولا علاقة له بالأمور التنظيمية ، فبعد مصافحته وقبل أن أبدأ في سرد حيثيات الموضوع ، بادرني الأخ الأموي ، بأي إقليم تشتغل ؟ أجبت : إقليم برشيد . فبادر إلى طرح سؤال آخر أكثر حدة وأعمق معنى بعثر أفكاري وأنساني الحديث عما كنت أريد ، كان السؤال مختصرا بالحرف : علاش ذوك المعامل سدو وجراو على العمال ؟ رأيت من خلال هذا السؤال في عينيه حرقة وأسف على الوضع بالإقليم ، قرأت في طيات سؤاله أن الرجل لم يرض بتاتا على حال التنظيم وما آلت إليه أوضاع العمال وتفقيرهم وتسريحهم وإخلاء سبيلهم . اكتشفت في الرجل احساسه بما تعانيه الطبقة العمالية من تشريد واستغلال وقهر ، وأيقنت أن البعض لم يناضل من أجل الفكرة التي أبدعها الرجل في سبعينيات القرن الماضي ، وإنما أصبح حبيس مصالحه الذاتية .
فأن تبدأ الحديث في موضوع ويبادرك محدثك بسؤال في موضوع لا علاقة له بما فاتحته أنت ، فهذا دليل على أن ذلك الموضوع يؤرق الرجل ، وكأنه أراد القول : أن سبب أزمة وضع العمال في إقليم برشيد ، هو غياب دور النقابة التي مهمتها الدفاع عن الطبقة العمالية وضمان حقوقها .
وهذه النقطة الأخيرة في تحليل سؤال الأموي هي الأقرب إلى الصواب ، ويمكن إعادة صياغتها في فكرة مختصرة : غياب دور النقابة نتيجة السكتة القلبية التي أصبح عليها التنظيم في الإقليم .
ومن أجل تحليل أكثر عمقا لسؤال الأخ الأموي ، ارتأيت أن يكون في شكل أسئلة فرعية تضم في محتواها الأسباب الرئيسية لهذه السكتة القلبية للتنظيم بإقليم برشيد ، نذكر بعضا منها في هذه المقالة ونترك البقية في مقالة متممة ومكملة ، لعلنا نستطيع أن نجيب على سؤال المؤسس والمسؤول الأول عن التنظيم .
فهل يعلم الأموي أن المعامل التي تساءل عن سبب إغلاقها ، حاول عمالها مرارا وتكرارا تأسيس مكاتب نقابية للدفاع عن حقوقهم وصونها دون جدوى ؟؟
وقد نجيب الأخ الأموي أن التنظيم بالإقليم غائب تماما ، ولا يستحق هذا المصطلح – تنظيم – لأنه مبعثر سبقا ، فخذ على سبيل المثال لا الحصر ، المؤسسات التعليمية ، وأتحدى أيا كان أن يعتر على نموذج لمؤسسة تعليمية مؤطرة بلجنة مؤسسة ، فأنتم تعلمون أن من أهم هياكل التنظيم النقابي هو لجنة المؤسسة وهي الأساس ، ففي إقليمنا يغيب هذا الجانب بنسبة 100%.
إننا مثلك أخي الأموي نتحسر على وضع العمل النقابي بالإقليم ، بل وضعية التردي والانحلال الخلقي والتواصل السلبي الذي يسئ إلى العمل النقابي أكثر مما يخدمه .
هل يعقل أخي الكريم ، أن يضم التنظيم في تشكلته أمواتا وأشخاصا لاينتمون في عملهم إلى تراب الإقليم ، فكيف تشجع المناضلين الأحرار الغيورين المفعمين بالحيوية والحركية والجد على الانخراط في العمل النقابي .
وهل أصبح العمل النقابي مجرد علاقات تنسج مع المسؤولين عن الإدارة لقضاء مآرب ذاتية وقليلا ونادرا ما يقضي المسؤول النقابي مصلحة عامل ما ، ودائما في وهل أصبح العمل النقابي مجرد علاقات تنسج مع المسؤولين عن الإدارة لقضاء مآرب ذاتية وقليلا ونادرا ما يقضي المسؤول النقابي مصلحة عامل ما ، ودائما في طار العلاقة المذكورة آنفا .
وهل أصبحت المقرات النقابية زوايا أو ملجأ لإحدى السادات التي تتم زيارتها مرة في السنة وعند زيارتها ينبغي حمل العطية والهدايا مع ما يسود ذلك من مظاهر الفساد الأخلاقي .
وهل أصبح في معتقد المسؤول النقابي أن عمله ينحصر في ملأ مذكرة هاتفه الأذكى منه بمجموعة من أرقام هواتف لأشخاص بعينهم منذ زمن طويل ليتصل بهم عند الحاجة إليهم ...
أخي وأبي النقابي ، إنهم ينعتوننا بالمناضلين من وراء الحواسيب وفي مواقع التواصل الاجتماعي ، علما أنهم طردونا وأغلقوا في وجوهنا أبواب النضال الواقعي ، ويبعدوننا بكل ما أوتوا من قوة ، لماذا يا ترى ؟ ألأنهم يعتبروننا طاقات قابلة للانفجار في وقت ما أم ماذا ؟
نحن كذلك نريد جوابا على هذا السؤال ...
قبل مناقشة الفكرة الأساسية لهذه المقالة وهي الوضع الراهن الذي يعيشه التنظيم النقابي ببعض الأقاليم ، ينبغي ذكر السياق الذي صيغ به عنوانها ، ودفعنا إلى كتابتها .
خلال اللقاءات المفتوحة التي نظمت في إطار التنسيق النقابي )إحدى الندوات الصحفية( والتي حضرها الأخ الكاتب العام محمد نوبير الأموي لتمثيل للكونفدرالية الديمقراطية للشغل ، الذي حاولت التحدث إليه في نهاية الندوة ، حول موضوع آني آنذاك ، يهم فئة من الشغيلة التعليمية ولا علاقة له بالأمور التنظيمية ، فبعد مصافحته وقبل أن أبدأ في سرد حيثيات الموضوع ، بادرني الأخ الأموي ، بأي إقليم تشتغل ؟ أجبت : إقليم برشيد . فبادر إلى طرح سؤال آخر أكثر حدة وأعمق معنى بعثر أفكاري وأنساني الحديث عما كنت أريد ، كان السؤال مختصرا بالحرف : علاش ذوك المعامل سدو وجراو على العمال ؟ رأيت من خلال هذا السؤال في عينيه حرقة وأسف على الوضع بالإقليم ، قرأت في طيات سؤاله أن الرجل لم يرض بتاتا على حال التنظيم وما آلت إليه أوضاع العمال وتفقيرهم وتسريحهم وإخلاء سبيلهم . اكتشفت في الرجل احساسه بما تعانيه الطبقة العمالية من تشريد واستغلال وقهر ، وأيقنت أن البعض لم يناضل من أجل الفكرة التي أبدعها الرجل في سبعينيات القرن الماضي ، وإنما أصبح حبيس مصالحه الذاتية .
فأن تبدأ الحديث في موضوع ويبادرك محدثك بسؤال في موضوع لا علاقة له بما فاتحته أنت ، فهذا دليل على أن ذلك الموضوع يؤرق الرجل ، وكأنه أراد القول : أن سبب أزمة وضع العمال في إقليم برشيد ، هو غياب دور النقابة التي مهمتها الدفاع عن الطبقة العمالية وضمان حقوقها .
وهذه النقطة الأخيرة في تحليل سؤال الأموي هي الأقرب إلى الصواب ، ويمكن إعادة صياغتها في فكرة مختصرة : غياب دور النقابة نتيجة السكتة القلبية التي أصبح عليها التنظيم في الإقليم .
ومن أجل تحليل أكثر عمقا لسؤال الأخ الأموي ، ارتأيت أن يكون في شكل أسئلة فرعية تضم في محتواها الأسباب الرئيسية لهذه السكتة القلبية للتنظيم بإقليم برشيد ، نذكر بعضا منها في هذه المقالة ونترك البقية في مقالة متممة ومكملة ، لعلنا نستطيع أن نجيب على سؤال المؤسس والمسؤول الأول عن التنظيم .
فهل يعلم الأموي أن المعامل التي تساءل عن سبب إغلاقها ، حاول عمالها مرارا وتكرارا تأسيس مكاتب نقابية للدفاع عن حقوقهم وصونها دون جدوى ؟؟
وقد نجيب الأخ الأموي أن التنظيم بالإقليم غائب تماما ، ولا يستحق هذا المصطلح – تنظيم – لأنه مبعثر سبقا ، فخذ على سبيل المثال لا الحصر ، المؤسسات التعليمية ، وأتحدى أيا كان أن يعتر على نموذج لمؤسسة تعليمية مؤطرة بلجنة مؤسسة ، فأنتم تعلمون أن من أهم هياكل التنظيم النقابي هو لجنة المؤسسة وهي الأساس ، ففي إقليمنا يغيب هذا الجانب بنسبة 100%.
إننا مثلك أخي الأموي نتحسر على وضع العمل النقابي بالإقليم ، بل وضعية التردي والانحلال الخلقي والتواصل السلبي الذي يسئ إلى العمل النقابي أكثر مما يخدمه .
هل يعقل أخي الكريم ، أن يضم التنظيم في تشكلته أمواتا وأشخاصا لاينتمون في عملهم إلى تراب الإقليم ، فكيف تشجع المناضلين الأحرار الغيورين المفعمين بالحيوية والحركية والجد على الانخراط في العمل النقابي .
وهل أصبح العمل النقابي مجرد علاقات تنسج مع المسؤولين عن الإدارة لقضاء مآرب ذاتية وقليلا ونادرا ما يقضي المسؤول النقابي مصلحة عامل ما ، ودائما في وهل أصبح العمل النقابي مجرد علاقات تنسج مع المسؤولين عن الإدارة لقضاء مآرب ذاتية وقليلا ونادرا ما يقضي المسؤول النقابي مصلحة عامل ما ، ودائما في طار العلاقة المذكورة آنفا .
وهل أصبحت المقرات النقابية زوايا أو ملجأ لإحدى السادات التي تتم زيارتها مرة في السنة وعند زيارتها ينبغي حمل العطية والهدايا مع ما يسود ذلك من مظاهر الفساد الأخلاقي .
وهل أصبح في معتقد المسؤول النقابي أن عمله ينحصر في ملأ مذكرة هاتفه الأذكى منه بمجموعة من أرقام هواتف لأشخاص بعينهم منذ زمن طويل ليتصل بهم عند الحاجة إليهم ...
أخي وأبي النقابي ، إنهم ينعتوننا بالمناضلين من وراء الحواسيب وفي مواقع التواصل الاجتماعي ، علما أنهم طردونا وأغلقوا في وجوهنا أبواب النضال الواقعي ، ويبعدوننا بكل ما أوتوا من قوة ، لماذا يا ترى ؟ ألأنهم يعتبروننا طاقات قابلة للانفجار في وقت ما أم ماذا ؟
نحن كذلك نريد جوابا على هذا السؤال ...
الأستاذ مجدي حاصل على الماستر في الحكامة الجيد/ تربية بريس
يتبع...
يتبع...