نِفَايات (نقابات) التعليم بالصويرة... أنا وزوجتي ومن بعدي الطوفان..

بقلم : ذ.عبد الحكيم بهطاط

   لكل نقابة لون نضالي شريف ومستمر يطفو على الساحة بسيرورة تخدم الصالح العام، تؤطره قاعدة جماهيرية استمدت روحها وجذورها النضالية عن طريق الشفافية المجردة والعمل الدؤوب في خِضم النزاهة المنشودة، والمبادئ الصرفة في أفق شغيلة تعليمية حرّة متكاملة ونزيهة تصون كرامتها وتراعي حقوقها المهيضة الجناح بكل مصداقية أمام غول القرارات الميتافيزيقية اللامسؤولة، والأساليب الاستعبادية الجوفاء للقرون الوسطى، من لدن المسؤولين والأوصياء عن هذا القطاع الجريح والمحموم برُكام الملفات التي أصابها زكام التماطل والسبات، وطيش السياسات الاسترزاقية الخرقاء لبعض الكراكيز الإنفصامية التي تلقب عن نفسها "نقابيين"، وتتخذ من الشرف والنزاهة ووصفة الأحرار واجهة تزيينة رثة تلجأ إليها كلما علقت على ظهر قنفذ أملس، تتمرّس عليه سياسة الضحك على الذقون... كثيرون هم من لا يفرقون بين العمل والنضال النقابي والعمل والنضال السياسي، فالنضال النقابي أشرف نضال لا يقارن بغيره لأنه يدافع عن حقوق وملفات عادلة للعمال والمستضعفين والطبقات المتوسطة والفقيرة والمسحوقين... في حين تستمر مسرحية حقوق الشغيلة التعليمية بالصويرة أمام هذا الإنفصام الهزلي للنقابات المصونة فيه باتحاد مع هذا الغول الدسم والسخيّ بهدايا العيد وسكاكير يوم عاشوراء فأهل مكّة أدرى بشعابها، يستمر االمسلسل الممل يهتك بكرامة الأستاذ وينتزع منه سلبا أبسط حقوقه ألا وهي الكرامة والعيش الكريم والعمل بنزاهة وشفافية تحت ظروف وأجواء حسنة ضمن حقوق متكاملة وعتيدة ومردودية منتجة... لن ننسى المهزلة الكبرى التي بصمت حبرها المهترئ مزبلة التاريخ النقابي والتي حدثت داخل دهاليز النيابة التعليمية سنة 2010، أبطالها نقابيون بلا لون مقنعون بالنزاهة وسمو النضال، يتلاسنون ويستعرضون عضلاتهم النقابية من أجل الظفر بشراهة مفترس ضاري، وراء عشرة مناصب داخل ما يسمى الحركة الإنتقالية الإجتماعية-الصحية بالمدينة والكل يرفع شعار زوجتي زوجتي، والهزلي منهم من كان يناضل من أجل حبيبتي... ليحتكموا بعد تلاسن معرض سوق عكاظ النقابي بمنصبين لكل نقابة، موزعة على خمسة نقابات بالمدينة، ضاربين بذلك ملفات الأساتذة النزيهة والعادلة عرض الحائط، والتي تراكمت فوق طاولة الإجتماع تكاد تنطق من هول وجحيم الظلم والتماطل والإجحاف الذي طالها... ولا ننسى استفحال ظاهرة الرشوة لبعض من يلقبون أنفسهم نقابيين من أجل دفع الملفات العادلة لترى النور بعد رفات الرفوف المظلمة والسديمة، ولن أنسى كيف تفاوض معي نقابي بكل وقاحة نضال كنت أظنه أخي رغم السنون الشارخة يطلب مني مبلغ 1000 درهم مقابل ملفي العادل المركون في دواليب النيابة التعليمية بلا جعجعة ولا طحين... والآن لا يزال نفس السيناريو يستمر وإلى متى..؟؟ وهذه المرة مهزلة التكليفات والتفريغات الوهمية للمناصب الشاغرة للمؤسسات التعليمية عن بكرة أبيها كل سنة بطريقة لا يدريها إلا أهلها، والتنقيلات غير القانونية تحت طائلة المساومات المشبوهة والإسترزاق بالملفات العادلة وخرق القانون من أجل المزاد النقابي السرّي، والإسترزاق بهموم ومشاكل الشغيلة التعليمية المهانة بلا هوادة، وبعد الظفر بعدل ومصداقية الملفات وأحقيتها بيناصيب الحظ والخلاص، يضربون بها عرض الحائط ويخرجون مكانها ملفات زوجتي وزجة صاحبي وصديقي والمحسوبين على المكاتب في شخض أعضائها بحجم الملفات وقيمة وزنها الذي أثقل ذراع حاملها إلى النيابة ليظفر عن سبيلها بأكبر عدد ومنصب شاغر، بطبخة بليذة تستحمر عقول الشغيلة التعليمية وتستبلذ العمل النقابي النضالي تحت يافتة هذه نقابتي، أنا وزوجتي ومن بعدي الطوفان... إلى متى ستستمر المسرحية السخيفة وتستمر نفس الوجوه والكراكيز التي استرزقت كاهل الشغيلية التعليمية بالصويرة وشيّدت منازل ومحلات تجارية، وغطت ضبابتها سواد شبحها المتجول في مقاهي المدينة يضحكون على الذقون الرخوة، تاركين مناصبهم تحت رحمة الله باسم النقابة والعمل النقابي...