بقلم رحال امانوز

كانت فرحتي عارمة بالعودة إلى مدينتي . الحنين لمسقط الرأس لايعرف كنهه إلامن جربه . والعودة
لأحضان الأسرة إحساس من الروعة بمكان . طوال الطريق إستغرقت مخيلتي في عملية فلاش باك .
إستعدت شريط السنة الدراسية بمازاغان . أتذكرأول يوم تسجلت فيه بالمركز. حاملا معي شهادة الباكالوريا . بعد أن سحبتها من كلية عين الشق . إثرقضائي سنة دراسية بشعبة الأدب الفرنسي . أتذكربداياتنا المتعثرة على درب مهنة التدريس . وكيف فرض علينا إرتداء الوزرة البيضاء . التي كانت تثيرإستياءنا وسخريتنا من بعضنا البعض . أتذكرمعاركنا الكلامية التي كانت لاتنتهي . بين المنتسبين لهذه المدينة أوتلك . بين المناصرين لهذا الفريق الكروي أوذاك . أتذكرحين إكتشفنا الطالب الجاسوس . الذي كان يبلغ عن تحركاتنا وإحتجاجاتنا لإدارة المركز . وكيف أشبعناه ضربا وركلا .
أتذكريوم صادفنا أحد أساتذتنا وهويتسلل خارجا ليلا . من إحدى الدورالمشبوهة. لم يستطع بعدها المسكين أن تلتقي عينه بعيننا أثناء إلقائه الدرس . أتذكروقوفنا لأول مرة أمام تلاميذ المدرسة التطبيقية . والذين كان الكبارمنهم يسخرون من بعضنا . لأنهم كانوا يدركون أننا عبارة عن صطاجيير.يتعلمون في رؤوسهم الحسانة كالأيتام . أتذكرأحد أساتذتنا الذي كان يتنقل على بيكالة مدام . يدخل بها إلى غاية ساحة المركز ثم يضع لها قفلا . أستاذ آخركان يثيرسخريتنا وكنا نلقبه بالرماش . كان لا يكف عن ترديد لازمته أثناء كل درس : إضبط الوقت ديالك . عمرالمذكرة . هيء الوثائق . هذا هو التعليم ... هذه هي الوصفة السحرية التي يقدمها لنا للنجاح في مهنة التعليم ... يتبع .