بقلم : عبد المجيد الجباري
سبق أن
حذرت في مقال سابق من أن بنكيران بات يهدد السلم الاجتماعي بالمغرب من خلال
إنفراده باتخاذ القرار مع تهميش و إضعاف الفرقاء الاجتماعيين (النقابات اساسا) ,
ومع استمرار حكومته في نهج سياسة لا شعبية , اتسعت القاعدة المتضررة التي و ان سكتت فلا يعني انها توافقه .
و امعانا
في الانتقام من الموظفين العمومين البسطاء و الفئات الهشة تحول الى جيوبهم لسد
ثقوب الصناديق الفارغة , و استمر على نفس النهج بل وبزهو و اعتداد بالنفس الى درجة
التصنيم بعد انتخابات 4 شتنبر , و التي اعتبرها شيكا على بياض من طرف الشعب للمضي
قدما في سياسات تفقر الفقير و اغناء الغني مع ترديد لازمته عفى الله عما سلف , مع
تذكير كل المعارضين و اصحاب الحقوق بان الشعب اختاره و فوضه . نعم اختارته فئة
ناخبة محدودة في حين ان تعداد الشعب
المغربي يبلغ 34 مليون نسمة فعن أي تفويض شعبي يتحدث .
ومن نفس
المنظور اصبحت الزرواطة هي لغة الحوار مع كل طالب حق او محتج على تعسف , وفي افضل
الحالات التخويفو الترهيب ( تحذير و زير الداخلية للاساتذة المتدربين) و التبخيس (
رد الوزير الخلفي على تذمر النقابات من اصلاح التقاعد).
في ظل
هذه الظروف , و مع تزايد السخط و الاحتقان طفى على السطح نقاش جديد قديم يتمحور
حول احقية معاشات البرلمانيين و الوزراء , و بتطوره و تحوله الى مجال للمزايدات
اتبع الباجدة مقولة وكم حاجة قضيناها بتركها , خوفا على الامتيازتو
التعويضات السمينة , كيف لا و اغلبيتهم كانوا في وظائف بسيطة.
و للظهور
بمظهر الماسك بزمام الامور بعد الاستسلام امام اخطبوط الفساد , اتجهت الحكومة الى
استعراض العضلات و تعلم الملاكمة في اجساد انهكها سهر الدراسة و التفكير في
المستقبل , فبعد طلبة الطب , جاء الدور على الاساتذة المتدربين ,و ما احداث الخميس
الاسواد الا تحصيل حاصل لكل ما سبق .
الان بن كيران (اخوان المغرب عموما) دخل مرحلة العناد و
انكار الواقع و الاعتصام بالانصار , وهي حالة نفسية حسب علماء النفس تصيب المسؤول
عندما تكثر عليه الضغوطات فيرفض أي همس عن التعقل , ويختار العناد و المواجهة الى
ابعد مدى و لنا خير مثال في مرسي و اخوان مصر .