الأستاذ عبد العزيز الوالي.
غالبا ما يقترن يوم الخميس بالأفراح والمسرات
والاستعدادات ليوم الجمعة المبارك, لكن أو ل خميس في السنة الجديدة التي افتتحناها
شهدت أحداثا دموية عنيفة إثر تدخلات أمنية لتفريق الاحتجاجات السلمية التي تنظمها التنسيقية
الوطنية للأساتذة المتدربين. هذه الأحداث العنيفة حركت مشاعر الكثيرين فتحركت بعض النقابات
في إطار مسيرات وووقفات تنديدية وإضرابات اقليمية, وهناك تلويح بإضرابات وطنية عامة...
فالأمر في تطور متسارع يدفعنا للتساؤل عن آثار هذه الاحتجاجات على سيرورة العملية التعليمية
التعلمية, سواء هذه السنة أو السنوات القادمة؟
فخلال هذه السنة وإثر الإضرابات الاقليمية التي دعت لها بعض النقابات بعدد من
النيابات الاقليمية بالمملكة, حرم العديد من التلاميذ والتلميذات من ساعات من الدروس
هم في أمس الحاجة إليها... كما أن نفسية رجال التعليم وهم يلاحظوا أساتذة الغد يعنفون
بالشارع العام, تحد وتضعف من جودة العطاء البيداغوجي.
أما خلال السنوات المقبلة, فقد مضت نصف السنة الدراسية ولم يلتحق بعد الطلبة
الأساتذة بقاعات التكوين. وهذا ما يهدد بسنة بيضاء يتم من خلالها حرمان عشرات آلاف
التلاميذ من حق التعليم. فشبح الاكتظاظ سيتفاقم وستبقى آلاف الأقسام بدون أساتذة...
أما إذا استجابت الحكومة لمطالب المحتجين المشروعة فلن تكفي الأشهر المتبقية من التكوين
لتحصيل الكفايات المطلوبة لمزاولة مهنة التدريس بالشكل المرغوب فيه. ففي كلا الحالتين
يكون الضحية هو من يصطلح عليه محور العملية التعليمية التعلمية, هو من تنفق الدولة
عليه ملايير السنتيمات سنويا تنزلق أحيانا عن مسارها الصحيح لتستقر في جيوب لا تعرف
سوى جر الأقلام بالتوقيعات.