ويقصد
بذلك تلك الاضطرابات اللغوية المتعلقة باللغة نفسها من حيث زمن ظهورها، أو تأخيرها
أو سوء تركيبها من حيث معناها وقواعدها، أو صعوبة قراءتها أو كتابتها. وتنقسم
اضطراباتُ اللغة إلى قسمين: اضطرابات استقبالية تتعلق بفهم اللغة. ولها تأثير سلبي
من حيث قدرةُ الشخص على فَهم ما يسمعه. ومن أعراضها الشائعة:
- صعوبة فهم ما يقوله الآخرون.
- صعوبة تلقِّي أيَّة تعليمات منطوقَة.
- مشكلات في تنظيم الأفكار.
واضطرابات
تعبيريَّة يعاني صاحبها من صُعوبات في استخدام اللغة. ولها تأثيرٌ سلبي من حيث
قُدرةُ الشخص على التعبير عن نفسه بالكلام. ومن أعراضها الشائعة:
- صعوبة تجميع الكلمات لتكوين جُمَل.
- إغفال بعض الكلمات من الجملة.
- صعوبة في العُثور على الكلمة المناسبة عندَ الكلام.
وهذا ما يؤدِّي إلى استخدام أصوات لا معنى لها لملء الفراغات، وذلك من قبيل
"آ" أو "مم".
قد تكون لدى بعض
الأشخاص أعراضُ اضطرابات استقبالية أو تعبيرية أو هما معاً. ومن الممكن
أن تنشأ لدى الأطفال اضطراباتُ اللغة والكلام بسبب ظُروفٍ كان لها تأثيرٌ سلبي في
تطوُّر الدّماغ قبل الولادة وأثنائها وبعدها. كما يُمكن أن تنشأ هذه الاضطراباتُ
عند الكِبار أيضاً نتيجة الإصابة بالسَّكتة أو بسبب أذيَة مرضّية دِماغيَّة أو
أورامٍ دماغيَّة. وهناك أنواع مختلفة كثيرة من اضطرابات اللغة نذكر منها:
تأخر ظهور اللغة
وفي
هذه الحالة لا تظهر الكلمة الأولى للطفل في العمر الطبيعي لظهورها, وهو السنة
الأولى من عمر الطفل, بل قد تتأخر ظهور الكلمة إلى عمر الثانية أو أكثر, ويترتب
على ذلك مشكلات في الاتصال الاجتماعي مع الآخرين, وفي المحصول اللغوي للطفل, وفي
القراءة والكتابة فيما بعد.
§
ويمكن تلخيص أهم الأعراض الشائعة للتأخر اللغوي فيما يلي :
§
إحداث أصوات عديمة الدلالة، والاعتماد على الحركات والإشارات.
§
الاكتفاء بالإجابة (بنعم) أو (لا) أو بكلمة واحدة، أو
بجملة من فعل وفاعل فقط دون مفعول به.
§
التعبير بكلمات غير واضحة بالرغم من تقدم عمر الطفل .
§
تعذر الكلام بلغة مألوفة ومفهومة.
§
الصمت أو التوقف في الحديث.
§
يصاحب ذلك اضطرابات سلوكية ونفسية.
السكتة اللغوية (الأفازيا)
وهي
فقدان القدرة على الكلام في الوقت المناسب على الرغم من معرفة الفرد بما يريد أن
يقوله وتنتج عن مرض في مراكز المخ. أو قصور في القدرة على فهم أو استخدام اللغة
التعبيرية الشفوية. وترتبط الحبسة الكلامية عادة بنوع من الإصابة في مراكز
النطق والكلام في المخ. والحبسة الكلامية مصطلح عام يشير إلى خلل أو اضطراب أو ضعف
في أحد جانبي اللغة أو كلاهما وجانبا اللغة هما: الاستيعاب والإنتاج. وينتج هذا
الاضطراب عن خلل يصيب مراكز اللغة في الدماغ، ويتسم أصحاب هذا الاضطراب بما يلي :
§
ضعف واضح في استيعاب ما يسمعون، فقد لا يفهمون الأوامر
الموجهة إليهم، وقد لا يستطيعون تسمية أشياء تطلب منهم.
§
الخلط في الكلمات المتشابهة في المعنى أو في اللفظ؛ وذلك
بسبب الاستيعاب المتدني.
§
عجز في تمييز ومعرفة الكلمات المكتوبة، أو قراءة الكلمات
بدون فهم.
§
تبدو الكلمات المألوفة لهم قبل الإصابة وكأنها كلمات غير
مألوفة.
§
بطء في القراءة إلى جانب الأخطاء فيها.
§
صعوبات في إيجاد الكلمة المناسبة عند الحاجة إليها.
§
استبدال كلمة بأخرى، ولكن من نفس المجموعة المعنوية، فقد
يستبدل كلمة ملعقة بسكين.
§
قد يعانون من صعوبة في التعبير عن أنفسهم بشكل مباشر.
§
قد يلجؤون إلى حذف الكلمات الوظيفية من كلامهم وهذا يعنى
استخدام كلام التلغراف
§
قد يكتبون كتابة عكسية.
§
قد يحذفون أو يستبدلون بعض الحروف.
§
قد يظهرون أخطاء في الكتابة الإملائية.
§
قد لا يفهمون المقصود بالإشارات.
صعوبة الكتابة:
وفي
هذه الحالة لا يستطيع الطفل أن يكتب بشكل صحيح المادة المطلوب كتابتها والمتوقع
كتابتها ممن هم في عمره الزمني فهو يكتب في مستوى يقل كثيرًا عما يتوقع منه. وقد لا يستطيع بعض الأطفال الذين يعانون من اضطراب
كتابية مسك القلم بشكل صحيح، وقد يواجه آخرون صعوبة في كتابة بعض الحروف فقط، وقد
تعزى هذه الصعوبات إلى اضطراب في تحديد الاتجاه أو صعوبات أخرى تتعلق بالدافعية.
وتحتل
الكتابة المركز الأعلى في هرم تعلم المهارات والقدرات اللغوية، حيث تسبقها في
الاكتساب مهارات الاستيعاب والتحدث والقراءة، وإذا ما واجه الطفل صعوبة في اكتساب
المهارات الثلاث الأولى فإنه في الغالب سيواجه صعوبة في تعلم الكتابة أيضاً.[3]
صعوبة التذكر والتعبير
ويقصد بذلك صعوبة
تذكر الكلمة المناسبة في المكان المناسب ومن ثم التعبير عنها وفي هذه الحالة يلجأ
الفرد إلى وضع أيّة مفردة بدلاً من تلك الكلمة. فالطفل في هذه الحالة لا يمتلك القدرة على تذكر الكلمات التي اكتسبها، فهي
موجودة داخل ذاكرته. لكنه يعجز عن استعمالها، أو التعبير عنها.[4]
فقدان القدرة على فهم اللغة وإصدارها
في هذه الحالة لا
يستطيع الطفل أن يفهم اللغة المنطوقة كما لا يستطيع أن يعبّر عن نفسه لفظيًا
بطريقة مفهومة ويمكن التعبير عنها بأنها فقدان القدرة على فهم اللغة أو إصدارها
المكتسبة والتي تحدث للفرد قبل اكتسابه اللغة ويترتب على إصابة الفرد بهذه الحالة
مشكلات في الاتصال الاجتماعي مع الآخرين وفي التعبير عن الذات وفي المحصول اللغوي
للفرد فيما بعد وتصاب مثل هذه المشكلات آثار انفعالية سلبية على الفرد نفسه. [5]
صعوبة فهم الكلمات أو الجمل:
ويقصد بذلك صعوبة
فهم معنى الكلمة أو الجملة المسموعة وفي هذه الحالة يكرر الفرد استعمال الكلمة أو
الجملة دون فهمها. فقد يكرر الطفل كلمة عدة مرات دون أن يستطيع فهمها. وقد
يسمعها مرات عديدة ويعجز عن فهمها.[6]
صعوبة القراءة
في هذه الحالة لا
يستطيع الطفل أن يقرأ بشكل صحيح المادة المكتوبة والمتوقع قراءتها ممن هم في عمره
الزمن فهو يقرأ في مستوى يقل كثيرًا عمّا يتوقع منه. [7]
صعوبة تركيب الجملة
يقصد بذلك صعوبة
تركيب كلمات الجملة من حيث قواعد اللغة ومعناها لتعطي المعنى الصحيح وفي هذه
الحالة يعاني الطفل من صعوبة وضع الكلمة المناسبة في المكان المناسب. [8]
خاتمة
بعد
جمع بعض جوانب الاضطرابات اللغوية بدون تفصيل أو التطرق إلى أسبابها وطرق علاجها
فإنه يجب الإشارة إلى أن هذا الموضوع ضخم جدا ووردت فيه أبحاث كثيرة، وما ورد ليس
إلا جزءا يسيرا من هذا الموضوع.
وبعدما
محاولة الإحاطة بمعظم الاضطرابات، فلا بد من الإشارة إلى أنه يجب الاهتمام
بالأطفال ذوي الاضطرابات لأن ذلك يؤثر على شخصيتهم وحياتهم. وهي مسؤولية ملقاة على
المجتمع ككل لإدماج هؤلاء في المحيط وإخراجهم من العزلة التي يوجدون داخلها.