لجأت وزارة التربية الوطنية، إلى خدمات السماسرة من أجل التخلص من الحجرات الدراسية الـ6000، الفاقدة لصلاحيتها، وينطوي كثير منها على مخاطر صحية، بسبب دخول "الحرير الصخري" المسرطن في تركيبة مواد بنائها.
وكشفت مصادر مطلعة لـ"الصباح"، أن تفكيك البنايات المعنية، في عدد من المناطق، يتكلف به سماسرة ومضاربون في المتلاشيات، بموجب عمليات سمسرة ومزايدة، تتم بتنسيق مع مصالح مديرية أملاك الدولة والسلطات المحلية.
وفيما تبرر وزارة التربية الوطنية، اعتمادها مسطرة السمسرة العمومية، بالرغبة في التحكم في التكاليف المالية لعمليات التفكيك، كشفت مصادر مطلعة، عدم اعتماد خطط، تضمن عدم إعادة ترويج المكونات المسرطنة من قبل السماسرة الذين رست عليهم صفقات الاستفادة من مكونات الحجرات، وأساسا الخشب.
وعلمت "الصباح" أن أوسع عملية للتفكيك، شهدها إقليم كلميم، حيث كشفت مصادر في نيابة التعليم بالإقليم، عن تفكيك 33 حجرة دراسية، من أصل 78 حجرة، يخصها قرار التفكيك، وبينها 12 يدخل "الحرير الصخري" المسرطن في تركيبة مواد بنائها.
وأكدت المصادر ذاتها أن الـ33 حجرة المفككة، بتنسيق مع الوزارة والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بكلميم السمارة، تمت في أربع جماعات بالإقليم، في حين تتوزع الـ22 المتبقية على خمس جماعات.
وأضافت مصادر "الصباح" أن مسؤولي إدارة أملاك الدولة ووزارة التربية الوطنية، بالجهة، تفاجؤوا بالإقبال الشديد على عمليات السمسرة، من قبل سماسرة ومضاربين، حلوا بكلميم، من مختلف مناطق المغرب.
وأوضحت المصادر أن العملية، تبدأ بتنظيم زيارات معاينة للمشاركين في السمسرة نحو المدارس والحجرات المعنية بقرار الهدم، ليتم الوقوف على مكوناتها، ثم يشرع في عملية المزايدة، ليتولى الذي ترسو عليه صفقة الحصول على مكونات الحجرة، مباشرة أشغال التفكيك والهدم.
وفيما أكدت المصادر أن هذه العمليات تأتي تنفيذا، للتوجهات الوزارية في مجال محاربة البناء المفكك على الصعيد الوطني، من أجل تجنب كل ما من شأنه المس بسلامة وصحة رواد المؤسسات التعليمية المعنية، قالت إن اللجوء إلى خدمات سماسرة المتلاشيات، وراءه الرغبة في تفادي تكاليف الهدم وتبعاته، ترشيدا للنفقات العمومية.
يشار إلى أن مخطط التفكيك، سيهم ستة آلاف حجرة على الصعيد الوطني، على خلفية قدم بعضها وتهالكها، سيما تلك التي بنيت في عهد الحماية وبداية الاستقلال، أو لأن مواد بنائها، دخل ضمنها "الحرير الصخري"، الذي يسبب أمراضا تنفسية وسرطانية، بمجرد مرور مدة معينة على تاريخ خلطه بالإسمنت.
إلى ذلك، تشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية، كشف عنها أواخر السنة الماضية، أن 127 مليون شخص في العالم، يعيشون أو يعملون في فضاءات، دخل معدن "الحرير الصخري" في تركيبة مواد بنائها، وأن 107 آلاف حالة وفاة في العالم سنويا، تقف وراءها الأعراض التي يسببها هذا المعدن، الذي شرع في حظر استعماله بعدد من الدول.
امحمد خيي/عن جريدة الصباح